القمر

خرجت يومًا لا أعلم إلى أين

و سرت في الطرقات مثل الذي يعرف وجهته

خرجت أمضي في شوارع ترفني و أعرفها

و ربما تعرفني أكثر من ما أعرفها

تعرف كل تفاصيلي تعرف أشخاصًا قد ماتوا بداخلي

و انظر إلى القمر و لا يسكن قلبي إلا عندما أذكرك

في يوم أراك مثله..

و لا أعلم يقينًا إن كنت سأكون منهم

و أشتاق إلى يومٍ أرتاح فيه من كل التفاصيل المزعجة التي لا يراها غيري

و أشتاق إلى يومٍ لا أسمع فيه هذه الاصوات التى كلما أحاول أن أُسْمِعَها لغيري ينظر لي و كأنه في عالمٍ ثانٍ

أنظر إلى هذه الشوارع التي تعرفني أكثر من نفسي

و أتذكر أيامًا تشبه هذه الايام

(هو هو نفس الحبل حول عنقي و لكن تختلف الأيادي)

و أنظر إلى القمر، و أسأل نفسي ماذا كنت أفعل في هذه الايام الماضية عندما لم أكن أنظر إلى القمر…

كيف كانت تمضي هذه الايام بدونك

أمضي في شوارع تعرفني و تعرف كل تفاصيلي

و ربما هذه الشوارع لو كان لها لسان لكان خيرًا من لساني في التعبير عني

تعرفني في أيامٍ كان لوني فيه مختلفًا، لم أكن اخشى يومًا أن تحكم عليَّ

هذه الشوارع التي تعرفني أكثر من نفسي

كنتُ أمضي و أعيش و أخطئُ و كأن هذه الشوارع ليس لها من العيون

بل في معظم هذه الأيام كنت أجد هذه الشوارع هي الذراع الوحيد الذي يحتويني

و أنظر نظرة أخيرة إلى القمر.. ربما أشتاق كثيرًا إلى هذه الراحة و هذا اليوم الذي لا أعلم يقينًا

هل سأكون منهم؟

و لكن ربما هذه الأيام هي ثمن هذه اللحظة التي أشتاق إليها في كل دقيقة

و ربما هذه الشوارع تحمل لي من الأيام ما هو يحملني إلى هذه اللحظة

و مضيت أمشي في طريق طويل يحمل من التفاصيل المرهقة و أمضي سريعًا مثل الذي يعرف وجهته جيدًا

Leave a comment